اشتد الجوع بأبى هريرة رضى الله عنه فخرج فى الطريق عسى أن يجد من المسلمين من يطعمه , فمر عليه أبو بكر ثم عمر , فسألهما عن آية من كتاب الله مع أنه يعلمها , ربما يدرك أحدهما أنه جائع فيستضيفه , لكنهما لم يفطنا لذلك فأجاباه عنها و سارا . و بينما هو كذلك مر به رسول الله فعرف ما به من الجوع , فتبسم و قال : يا أبا هر . فقال : لبيك يا رسول الله
فطلب منه الرسول صلى الله عليه و سلم أن يتبعه ,فتبعه حتى دخل احدى حجراته , فوجد لبنا فى قدح , فقال لأهله : من أين لكم هذا اللبن ؟ فقالوا أهداه فلان أو فلانة . فنادى أبا هريرة و قال له : الحق الى أهل الصفة -و هم فقراء المسلمين الذين يعيشون فى مسجد الرسول -فادعهم لى . فذهب أبا هريرة ليدعوهم و هو يتعجب كيف يكفى هذا اللبن القليل أهل الصفة جميعا
و أقبل أهل الصفة و استأذنوا فى الدخول على النبى فأذن لهم , ثم أمر أبا هريرة أن يسقيهم اللبن . فأخذ أبا هريره اللبن و ظل يعطيهم واحدا واحدا حتى شربوا جميعا و لم يبق فيه الا فضلة قليلة , فأعطاها للرسول , فنظر اليه و تبسم , و قال له : بقيت أنا و أنت , فقال : صدقت يا رسول الله
فأعطاه الرسول القدح و قال له : اقعد و اشرب , فقعد أبو هريرة و شرب , فقال له الرسول اشرب , فشرب حتى شبع , فما زال يقول له اشرب فشرب حتى امتلأت بطنه باللبن عن آخرها . فقال للرسول : لا و الذى بعثك بالحق ما أجد له مسلكا . فأخذ النبى قدح البن فشرب الفضلة الباقية فيه