اضرب برجلك كي تحوز قبولا
وتكون في هذا الزمان جليلا
هذا زمان الرِجْلِ لا زمن الحجا
ذبلت زهور ذوي العقول ذبولا
أنفق حياتك في الملاعب حاضناً
كرة تكون إلى مُناك سبيلا
ودع العلوم لمن أراد خصاصة
وأحَبَّ فقراً أو أساغ خمولا
فلأنت من قوم تسوَّد فيهم
اللاعبون رياضة والضاربون طبولا
والراقصات الكاشفات بطونها
والصادحون العازفون طويلا
وبنو التفكر والتعلم ضِيَّعٌ
ذاقوا المرارة بكرة وأصيلا
كسدت بضاعتهم وجف رواؤها
لم تشف من ظمأ العطاش غليلا
حتى غدا جني القرائح سلعة
لم تجدِ في ساح الفخار فتيلا
يا صاح قد دال الزمان فداست
الأقدام أفهاماً لنا وعقولا
هذا زمان الرِجْلِ لا زمن النُّهى
فاضرب برجلك كي تكون جليلا
و قال اخر/
الناس تسهر عنده
مبهورة حتى الصباح
وإذا دعا داعي الكفاح
وقال حي الفلاح
غط الجميع بنومهم
فوز الفريق هو الفلاح
صارت أجل أمورنا
وحياتنا هذا الزمن
ما عاد يشغلنا سواها
في الخفاء وفي العلن
عجباً لآلاف الشباب
وإنهم أهل الشيم
دخل العدو بلادهم
وضجيجها زرع الصنم
أيسجل التاريخ أننا
أمة مستهترة
شهدت سقوط بلادها
وعيونها فوق الكرة
فقال العلامة العربي ابن عبد الله بن أبي يحيى المساري في منظومته سراج العلوم:
ولعب الكرة ليس مذهبي
إذ فيه للقتال أقوى سبب
يدنس المروءة الحصينة
ويطرد الوقار والسكينة
فما رأيت فيها شيئاً يحمد
وترك فعله لديَّ أحمد