يفهمون الحب بطريقة أخرى...
ويعبّرون عنه كما يفهمونه...
وتنصرف الكلمة لديهم عند نوع من الحب لا ثاني له...
حتى الصداقة يقلبون معانيها بحسب حالاتهم...
وهم تارة يحبونه فيصرخون وهم خواء وتارة ينسونه فيخطئون وهم ظالمون...
وحبه فوق كل حب وقبل أي حب...
وحبه سبيل النعمة ووسيلة الفرح ومظلة الدرب وبساط الطريق...
حبه نهاية الصبر وبداية الأجر... ومنتهى الوعي ومبلغ الهداية...
حبه إن لم يكن يستقر في القلوب والعقول فكما الدابة لا تعقل يكون أصحابها...
تلك حال من يتسمون بالمسلمين ويحملون الإسلام هويتهم ويعرفون به صفة لهم... وهم عن حبه في منأى...
فهو نبيهم الذي علَّم...
ورسولهم الذي بلَّغ...
من رفع الله تعالى ذكره في ركن الإيمان الأول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله...
لا يؤمن أحد دون أن يدخل الإسلام عن هذا الركن ميمِّماً شطر الهدى والتقوى ومعرفة الحق...
منطلقاً لذلك بحب محمد صلى الله عليه وسلم وبارك...
ومن ثم على آل بيته وزوجاته أمهات المؤمنين وخلفائه الطيبين وصحابته الأكرمين...
ذلك الحب الذي بدونه لا يؤمن أحد... حتى يكون... قبل حب
الأب والأم والصاحب والغرض والرغبة والحاجة...
فكيف نحبك يا رسول الله...؟
كيف نعمل بحبك...؟
وكيف نصل للإيمان بحبك يا خير خلق الله وأصدق خلق الله وأصبر من صبر ليحقق حب
الله في النفوس وفي الصدور وفيمن اهتدى بك يا حبيب الله...؟
كيف يكون الحب في الصدور بحبك...؟
كيف نصل لأن نحب كل شيء انطلاقاً من حبك...؟
فتستوي لنا الحياة دار عمل لنلتقيك يا محمد صلى الله عليك وسلم على الحوض ونرتشف بيدك الكريمة منه الشربة التي لا نظمأ بعدها...؟
كيف نعلم بحبك أن الدنيا لا تنتهي إلا إلى آخرة تبتدئ...؟
وأمتك يا رسول الله قد غشيها ما غشيها من ريح زجت كثيرها أشلاء في مفازات ومنافذ ومتاهات... حتى إن منهم حين يُسأل عنك لا يعرفون منك إلا اسمك
الأول... وحين تُقام الصلاة لا يعرفون إلى أي الاتجاهات ييمِّمون... وحين يصلون فكما الطائر وهو ينقر في الخشب... وحين يجادلون فيك فعلى غير بيّنة...
بضاعتهم من تأريخك وسيرتك كلمات تساقطت عفواً في آذانهم فتارة يدرون وأخرى يجهلون ودوماً يتعرون...
كيف نقوى بحبك وأمتك تمزقت عليها مظلتها وتسلطت على أكثر أجزائها وقدة اللظى حافية أقدام هذه الأكثرية
تتلوى في الدروب من لسع اللهاث بلا
هدى... على عطش بمعرفة الحقيقة من دينك... واهنة بغير زاد من تقوى... عارية من غير ستر من ثقة... فارغة قلوب هذه الأجزاء من حبك...؟
كيف نحبك والصغار لا يعلمون عنك إلا ما يسمعونه في سطور لا تبقى في الصدور...؟
كيف نحبك وأمتك تفصل في التعليم بين المناهج الدينية وبين غيرها...
كيف نحبك وأبناؤها لا يتعلمون مع الدرس أنَّ الدرس لا يستوي علماً دون أن ينبثق من علمك...؟
كيف نحبك وفي بيئات من أمتك صوت الأذان يتاخم صوت اللهو... وأبواب المساجد تُغلق بينما دُور الترفيه
تشرع...؟ والقانون البشري فوق دستور
القرآن الكتاب السماوي...
كيف نحبك ولا نقتدي بك أو نفتديك...
كيف نحبك ولا ندري شيئاً عن خلفائك أو نتنازع في حبهم... ولا عن صحابتك ولا نقتدي بهم... رضي الله عنهم جميعهم...؟
كيف نحبك والدهشة تعتري غالبية الوجوه في أكثر مجتمعات أمتك كلما طاف بالآذان طائف عبق من سيرتك أو
سيرتهم وكأن الإسلام الذي ينتمي إليه
أفرادها مجرد هوية لا منهج حياة...؟ فلا علم ولا ثقافة ولا دراية ولا تعليم في الشأن النبوي الجليل...
بآبائنا أنت وأمهاتنا يا رسول الله...
متى نعرفك ونحبك لتكون لنا من حبك الدنيا شجرة نستظل تحتها وما نلبث أن نغادر لحياة أوسع بحبك وحوض
أفسح بشفاعتك... وجنة أنعم برفقتك...؟
عليك من الله أفضل صلاة وأكمل سلام...
صلى الله عليك وعلى آل بيتك وسلم تسليماً كثيراً 1: