المقدمة : لقد أدرك المعسكر الشرقي بعد 1985 انهياره المحتوم وتهاوت معه كل روابطه السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وانتهى معه نظام القطبية الثنائية الذي ساد العالم لأكثر من 45 عاما ، وبدا العالم بقطب أحادي انفرد بريادة العالم مثلته ( و.م. أ ) وهذا في إطار نظام دولي جديد غامض الملامح وواضح النية مثلما أكدها الرئيس الأمريكي في 14/4/1991 بقاعدة ماكسويل الجوية في منطقة مونتغومري
. أ/ مظاهر نهاية الحرب الباردة :
حل حلف وارسو ومنظمة الكوميكون .
تفكك المعسكر الشيوعي وانهيار النظم الشيوعية به .
عقد مؤتمر مالطا عام 1989 وإبداء العملاقين رغبتهما في إنهاء حالة الصراع والتوتر .
سقوط جدار برلين وقيام الوحدة الألمانية .
قيام رابطة الدول المستقلة( C.E.I )في لقاء الماآتا ALMA-ATA بكازاخستان في 21/12/1991 وانتهاء U.R.S.Sفي25/12/19916/ انعقاد مؤتمر باريس في 19/11/1990 وإعلان U.S.Aو U.R.S.Sرسميا نهاية الحرب الباردة
.ب/ معالم النظام الدولي الجديد ووسائل تحقيقه :
المعالم :
• القطبية الأحادية سياسيا وعسكريا وإعلاميا تقودها U.S.A .
• تهميش المنظمات السياسية والاقتصادية لدول الجنوب .
• القطبية الاقتصادية المتعددة شملت الدول الصناعية الثماني والدول الصناعية الجديدة ( التنين الرباعي ) وبقيادة U.S.A .
• تسوية بعض القضايا التي كانت عالقة وفق المنظور الغربي مثل القضية الفلسطينية .
• توقف عجلة التنمية في دول الجنوب ومعاناتها من ارتفاع حجم الديون ومشكلة الغذاء وانخفاض أسعار البترول .
الوسائل :
استعمال منظمة الأمم المتحدة كإطار دولي لفرض الهيمنة تحت غطاء الشرعية الدولية والأمثلة واضحة في العراق وهاييتي .
استعمال الحلف الأطلسي كأداة لفرض المخططات التي تدعمها الولايات المتحدة في إطار أمركة العالم ويلاحظ ذلك في حشد الإمكانيات العسكرية لحلف الناتو أثناء حرب الخليج عام 1991 وأثناء أزمة إقليم كوسوفو عام 1999 .
توسيع عضوية الحلف الأطلسي لتنضم دول أوربا الشرقية والوسطى مثل المجر وبولندا وتشيكيا .
استخدام الهيئات العالمية الاقتصادية والمالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في أغراض سياسية واستراتيجية ولفائدة الغرب و U.S.A/
هيكلة وسائل الإعلام دوليا .
جـ / مدى صحة القول من خلال أمثلة : إن الواقع الدولي بعد مؤتمر باريس عام 1990 يبرز انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالساحة الدولية وعليه تتأكد صحة مقولة جورج بوش الأب حول قيادة الولايات المتحدة للعالم في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية ولعل من أمثلة ودلائل ذلك ما يلي :
التحكم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتوجيه قراراتهما .
فرض الحصار على الدول المعادية للسياسة الأمريكية مثل ليبيا والعراق .
رعاية عملية السلام في الشرق الأوسط ( اتفاقيات الحكم الذاتي(
رعاية عملية السلام ف البلقان ( اتفاقية رومبوي بفرنسا عام 1999)
الخاتمة : قد يبدو أن نظام القطبية الثنائية الذي ساد العالم منذ الح ع II إلى مؤتمر باريس لم يحدث التوازن في العلاقات الدولية كما كان يفترض لكن المؤكد أن انهيار الاتحاد السوفياتي وانسحابه من الساحة الدولية أتاح الفرصة للولايات المتحدة الأمريكية للانفراد بالزعامة العالمية كقطب أوحد يفرض تصوره ومصالحه .